السينما الأوروبية تكتسح
السينما الأوروبية تكتسح جوائز الأوسكار الأمريكية
محمود قاسم يكتب قراءة في نتائجه السينما الأوروبية تكتسح جوائز الأوسكار الأمريكيةتيلدا سوينتون ودانييل دي لويس البريطانيان فازا بجوائز التمثيل عن أفلام أمريكية وليس بسبب هويتهمماريون كوتيار فرنسية فازت بالأوسكار عن فيلم فرنسي عن حياة واحدة من أشهر المغنيات والممثلات الفرنسياتفوز أفلام تدور في الأجواء الأوروبية مثل «اليزابيث» و«التعويض» وفيلم التحريك «راتا توري» الذي يدور في باريس يؤكد الشغف الأمريكي بأوروبا نعم كانت السينما الأوروبية في أمس الحاجة إلي كل هذه الجوائز، ليتم الالتفات إليها، بعد إعلان أسماء الفائزين بجائزة الأوسكار لهذا العام.فالمصادفة، القت الضوء علي سينما اينعت في العقود السابقة من القرن العشرين، في الوقت الذي صارت فيه منذ عشرين عاما خارج محيط الاهتمام، ولعل ما حدث قبل ليلة واحدة من إعلان جوائز الأوسكار يكشف الأمر تماما، فقد دخلت جوائز سيزار الفرنسية دائرة العتمة الإعلامية، قياسا إلي الأضواء التي كانت تلقي عليها من قبل.وإذا كانت السينما البريطانية قد حاز بعض نجومها، وأفلامها بالجوائز، فلأن هناك التحاما واضحا بين هذه السينما وهوليوود، فأغلب صناع السينما البريطانية يعملون بقوة في الأفلام الأمريكية، ولعل الممثلة تيلدا سوينتون هي النموذج الأوضح، ففيلم «مايكل كلايتون» هو أمريكي الصنع، وإن كانت الهوية بريطانية للممثلة، فهي إذن لم تفز بالجائزة لأنها بريطانية تعمل في السينما الأمريكية والنقاد في مثل هذا الأمر يلعبون بالهوية، كأن يتم التعامل مع سوينتون علي أنها بريطانية تعمل في السينما الأمريكية، حتي إذا فازت بالجائزة في التمثيل، فإن ذلك يرجع إلي هوية وطنها، وليس الولايات المتحدة التي صنعت الفيلم.إنجليز في هوليوودفبالنظر إلي قائمة أفلامها تجدها أمريكية، وأنا شخصيا لا أنسي دورها في فيلم «الشاطئ» لداني بويل عام 1999، فهي في الفيلم أكثر حضورا من دورها «كارين» في «مايكل كلايتون» وكنت قد شاهدت نسخته الـ عندما أحضرتها معي من سوريا.إذن فالفيلم أمريكي، والممثل أوروبي، لكن هل يعني ذلك ازدهار السينما الأوروبية، فمنذ فيلمها الأول «كارافاجيو» لدير ك جارمان عام 1985، وهي تعمل بهذه السينما.الأمر نفسه ينطبق علي دانييل دي لويس المولود في لندن، والذي تصفه المراجع دوما بأنه بريطاني يحمل جواز سفر أيرلندي، ويعمل في السينما البريطانية، فالأفلام التي عمل في أغلبها أمريكية الهوية، ترشح لجوائز الأوسكار ـ وغيرها باعتبارها أفلاماً أمريكية، وقد حصل من قبل علي جائزة أحسن ممثل عن دوره الرئيسي في فيلم «قدمي اليسري» ورشح مرتين للحصول علي الجائزة نفسها عن فيلمي «باسم الأب» 1993، و«عصابات نيويورك» 00، قبل أن يحصل عليها مجددا هذه المرة عن فيلمه «سيكون هناك دم» إخراج بول توماس أندرسون.كان دي لويس يستحق الجائزة بجدارة عن دوره في «عصابات نيويورك» ولا أعرف لماذا ذهبت إلي ممثل آخر دوره أقل قيمة، لكن الفيلم الجديد هو أمريكي الهوية، الذي يدور في عوالم البترول من خلال أجواء أسرية، حول عائلة تشتري حقلا يتضمن بئر بترول، مما يجعل الحلم الأمريكي يتضاعف.والفيلم مأخوذ عن رواية، لكتاب أمريكي يدعي ابتون سنكلير «1878 ـ 1968» قرأنا بعض أعماله، لكن روايته «بترول» لم تترجم قط إلي لغتنا، رغم أهميتها وقد ارتبط تاريخ الممثل مع الكثير من الأفلام المأخوذة عن نصوص أدبية أمريكية، مثل: «زمن البراءة» و«آخر الموهيكات» لمايكل مان، وهو متزوج الآن من ابنة الكاتب الأمريكي الراحل آرثر ميللر.الممثل الأوروبي الثالث هو خافير بارويم، الفائز بجائزة أحسن ممثل مساعد عن فيلمه «لا وطن للعجائز» ولا شك أن الأمر يختلف بالنسبة للممثل الأسباني عن أقرانه أصحاب الهوية البريطانية، فلا شك أن السينما الأمريكية تجتذب من هذه البلاد، غير الناطقة بالفرنسية، من اثبتوا جاذبية وموهبة في بلادهم، سواء المخرجين أو الممثلين، مثلما حدث قبل خمسة عشر عاما مع الأسباني أنطونيو باندريس، الذي كان عليه أن يطول به النجاح لسنوات عديدة، وأن يأتي إلي السينما الأمريكية ليقوم بأدوار اللاتيني، أكثر ممن أدواره الأمريكية، وذلك متبعا للكنة التي ينطق بها، أكثر من أقرانه البريطانيين.الأوسكار للفرنسياتحدث الأمر نفسه مع بارديم، ابن الشقيق المخرج المعروف خوان بارديم الذي رأينا له فيلم «صوت سائق دراجة» الذي اقتبسته السينما المصرية في فيلم «امرأة من زجاج» لنادر جلال 1977 . رحلة بارديم وبانديرس متشابهة تقريبا، فقد سبق للأول أن رشح لجائزة الأوسكار عام 000، وكان عليه أن يقدم أدوارا أسبانية مهمة مثل «جاميون، جاميون» عام 197، وليقدمه بدور المورفار في فيلمه «لحم وعظم» 1997.وقد ظل بارديم، مثل قرينه بانديرس، يتأرجح بين السينما الأمريكية والأسبانية، حيث أدي أدوارا عديدة في «الحب في زمن الكوليرا» عن رواية جابريبل جارثيا ماركيث، أما أبرز أفلامه الأمريكية فهناك «الراقص بأعلي» لجون مالكوفتش عام 00، و«تجميعي» لمايكل مان، أمام توم كروز ثم «لا مكان للعجائز» إخراج جويل وايثان كوين.المدهش فعلا هو اسم الممثلة الفرنسية ماريون كوتيار التي جسدت دور أديث بياف في فيلم يحمل اسم أشهر أغنية للمطربة الفرنسية التي كانت نفسها ممثلة وقد قدمت السينما الفرنسية حولها أكثر من فيلم، أشهرها علي الإطلاق الفيلم الذي أخرجه كلود ليوس عام 1983 باسم «أديث ومارسيل».أن تحصل ممثلة فرنسية علي جائزة أمريكية لفيلم فرنسي، الصنع هو المدهش، والذي يستحق الانتباه، فقد قيل إنها الممثلة الفرنسية الثانية التي تحصل علي الجائزة بعد سيمون سينيوريه في فيلم «غرفة في القمة» لجاك كلايتون عام 1959، إلا أن ماريون رشحت للحصول علي جائزة سيزار عن أحسن دور «مأمول» عام 1999 عن «تاكسي» وهي التي عملت طويلا، في التسعينيات في أفلام تليفزيونية، ثم لتعمل في السينما الفرنسية في أفلام لم تخرج كثيرا عن حدود اللغة الفرنسية، وآخر هذه الجوائز ما حصلت عليه كأحسن ممثلة عن فيلم «العاهرة» في مسابقة سيزار 008، وهو الاسم الفرنسي «للحياة وردية». كما كان يمكنها الحصول علي جائزة الكرة الذهبية في المسابقة التي تم إلغاؤها..والطريف أن السينما الأمريكية قد قرأت أن ماريون يمكن استجلابها إلي هوليوود أسوة بالكثير من نجوم فرنسا الذين لم يطل الأمد بهم في السينما الأمريكية، وعلي رأسهم ايف مونتان، وآلان ديلون، وغيرهما.. فقد قدمها المخرج ريدلي سكوت في العام الماضي في أول أفلامها الأمريكية تحت عنوان «سنة طويلة» أمام راسل كرو..الطريف أن المنافسات لماريون علي الجائزة نفسها كان من البريطانيات، أكثر منهن البريطانية مثل جولي كرسيتي، التي سبق لها الحصول علي الجائزة عام 1965 عن فيلم «حبيبي» وأيضا كيت بلانشيت الاسترالية الأصل.شغف أمريكي بأوروبالكن لا شك أن هذا الشغف الأمريكي بأوروبا لم يتوقف عند هذه الجوائز الأربع، بقدر ما كان المكان، والموضوع الرئيسي هو باريس في فيلم «طبق الرتاتوي» الذي فاز بأحسن جائزة فيلم تحريك فالفيلم كله تدور أحداثه في أعماق باريس، ومطابخها، ومطاعمها، وهناك مشهد يتم فيه الانتقال من الأقبية، والمجاري إلي أعلي المدينة يؤكد ما للمدينة من سحر، كما أن الترشيحات العديدة لفيلم «التعويض» الذي فاز بجائزة الأوسكار، وفيلم «اليزابيث العصر الذهبي» الذي يمجد الانتصار البريطاني علي الأسبان، كل هذه الترشيحات والفوز الذي تحقق يؤكد أن سينما 007 كانت للأوروبيين، علي حساب الأمريكيين.ملحوظةحفل توزيع الأوسكار كما تمت إذاعته علي القنوات الفضائية «دبي» كان مبهرا ولا يدع أي فرصة للمصادفة، متقناً بما يوحي بالمجهود الذي بذله ذلك الفريق الكبير الذي قدمه، لكن أهم فقراته، علي الإطلاق، بالنسبة لي علي الأقل، هي التي قدمت فيها فقرات سريعة وصور للذين رحلواعن عالمنا من السينمائيين الذين صنعوا لنا البهجة طوال علاقاتنا بالسينما، انهم جميعا يمثلون أجمل سنوات حياتنا، هذه الفقرة المليئة بالحنين، لم تكن رائعة للمادة التجميعية التي رأيناها عليها، بقدر ما أثارت في الفؤاد حيرة، ونحن نتابع ما يسمي بالجنازة، السريعة لأسماء مخرجين، وممثلين، وكتاب سيناريو ومصورين، وصناع موسيقي، ونكتشف فجأة أن الموت العظيم اختطف منا أجمل لحظات حياتنا، حتي إن كانت الأسماء من طراز الفنانة بالغة الرقة سوزان بليشت، التي ماتت مع الزمن قبل أن تري نبأ رحيلها عن الدنيا.
جريدة القاهرة
محمود قاسم يكتب قراءة في نتائجه السينما الأوروبية تكتسح جوائز الأوسكار الأمريكيةتيلدا سوينتون ودانييل دي لويس البريطانيان فازا بجوائز التمثيل عن أفلام أمريكية وليس بسبب هويتهمماريون كوتيار فرنسية فازت بالأوسكار عن فيلم فرنسي عن حياة واحدة من أشهر المغنيات والممثلات الفرنسياتفوز أفلام تدور في الأجواء الأوروبية مثل «اليزابيث» و«التعويض» وفيلم التحريك «راتا توري» الذي يدور في باريس يؤكد الشغف الأمريكي بأوروبا نعم كانت السينما الأوروبية في أمس الحاجة إلي كل هذه الجوائز، ليتم الالتفات إليها، بعد إعلان أسماء الفائزين بجائزة الأوسكار لهذا العام.فالمصادفة، القت الضوء علي سينما اينعت في العقود السابقة من القرن العشرين، في الوقت الذي صارت فيه منذ عشرين عاما خارج محيط الاهتمام، ولعل ما حدث قبل ليلة واحدة من إعلان جوائز الأوسكار يكشف الأمر تماما، فقد دخلت جوائز سيزار الفرنسية دائرة العتمة الإعلامية، قياسا إلي الأضواء التي كانت تلقي عليها من قبل.وإذا كانت السينما البريطانية قد حاز بعض نجومها، وأفلامها بالجوائز، فلأن هناك التحاما واضحا بين هذه السينما وهوليوود، فأغلب صناع السينما البريطانية يعملون بقوة في الأفلام الأمريكية، ولعل الممثلة تيلدا سوينتون هي النموذج الأوضح، ففيلم «مايكل كلايتون» هو أمريكي الصنع، وإن كانت الهوية بريطانية للممثلة، فهي إذن لم تفز بالجائزة لأنها بريطانية تعمل في السينما الأمريكية والنقاد في مثل هذا الأمر يلعبون بالهوية، كأن يتم التعامل مع سوينتون علي أنها بريطانية تعمل في السينما الأمريكية، حتي إذا فازت بالجائزة في التمثيل، فإن ذلك يرجع إلي هوية وطنها، وليس الولايات المتحدة التي صنعت الفيلم.إنجليز في هوليوودفبالنظر إلي قائمة أفلامها تجدها أمريكية، وأنا شخصيا لا أنسي دورها في فيلم «الشاطئ» لداني بويل عام 1999، فهي في الفيلم أكثر حضورا من دورها «كارين» في «مايكل كلايتون» وكنت قد شاهدت نسخته الـ عندما أحضرتها معي من سوريا.إذن فالفيلم أمريكي، والممثل أوروبي، لكن هل يعني ذلك ازدهار السينما الأوروبية، فمنذ فيلمها الأول «كارافاجيو» لدير ك جارمان عام 1985، وهي تعمل بهذه السينما.الأمر نفسه ينطبق علي دانييل دي لويس المولود في لندن، والذي تصفه المراجع دوما بأنه بريطاني يحمل جواز سفر أيرلندي، ويعمل في السينما البريطانية، فالأفلام التي عمل في أغلبها أمريكية الهوية، ترشح لجوائز الأوسكار ـ وغيرها باعتبارها أفلاماً أمريكية، وقد حصل من قبل علي جائزة أحسن ممثل عن دوره الرئيسي في فيلم «قدمي اليسري» ورشح مرتين للحصول علي الجائزة نفسها عن فيلمي «باسم الأب» 1993، و«عصابات نيويورك» 00، قبل أن يحصل عليها مجددا هذه المرة عن فيلمه «سيكون هناك دم» إخراج بول توماس أندرسون.كان دي لويس يستحق الجائزة بجدارة عن دوره في «عصابات نيويورك» ولا أعرف لماذا ذهبت إلي ممثل آخر دوره أقل قيمة، لكن الفيلم الجديد هو أمريكي الهوية، الذي يدور في عوالم البترول من خلال أجواء أسرية، حول عائلة تشتري حقلا يتضمن بئر بترول، مما يجعل الحلم الأمريكي يتضاعف.والفيلم مأخوذ عن رواية، لكتاب أمريكي يدعي ابتون سنكلير «1878 ـ 1968» قرأنا بعض أعماله، لكن روايته «بترول» لم تترجم قط إلي لغتنا، رغم أهميتها وقد ارتبط تاريخ الممثل مع الكثير من الأفلام المأخوذة عن نصوص أدبية أمريكية، مثل: «زمن البراءة» و«آخر الموهيكات» لمايكل مان، وهو متزوج الآن من ابنة الكاتب الأمريكي الراحل آرثر ميللر.الممثل الأوروبي الثالث هو خافير بارويم، الفائز بجائزة أحسن ممثل مساعد عن فيلمه «لا وطن للعجائز» ولا شك أن الأمر يختلف بالنسبة للممثل الأسباني عن أقرانه أصحاب الهوية البريطانية، فلا شك أن السينما الأمريكية تجتذب من هذه البلاد، غير الناطقة بالفرنسية، من اثبتوا جاذبية وموهبة في بلادهم، سواء المخرجين أو الممثلين، مثلما حدث قبل خمسة عشر عاما مع الأسباني أنطونيو باندريس، الذي كان عليه أن يطول به النجاح لسنوات عديدة، وأن يأتي إلي السينما الأمريكية ليقوم بأدوار اللاتيني، أكثر ممن أدواره الأمريكية، وذلك متبعا للكنة التي ينطق بها، أكثر من أقرانه البريطانيين.الأوسكار للفرنسياتحدث الأمر نفسه مع بارديم، ابن الشقيق المخرج المعروف خوان بارديم الذي رأينا له فيلم «صوت سائق دراجة» الذي اقتبسته السينما المصرية في فيلم «امرأة من زجاج» لنادر جلال 1977 . رحلة بارديم وبانديرس متشابهة تقريبا، فقد سبق للأول أن رشح لجائزة الأوسكار عام 000، وكان عليه أن يقدم أدوارا أسبانية مهمة مثل «جاميون، جاميون» عام 197، وليقدمه بدور المورفار في فيلمه «لحم وعظم» 1997.وقد ظل بارديم، مثل قرينه بانديرس، يتأرجح بين السينما الأمريكية والأسبانية، حيث أدي أدوارا عديدة في «الحب في زمن الكوليرا» عن رواية جابريبل جارثيا ماركيث، أما أبرز أفلامه الأمريكية فهناك «الراقص بأعلي» لجون مالكوفتش عام 00، و«تجميعي» لمايكل مان، أمام توم كروز ثم «لا مكان للعجائز» إخراج جويل وايثان كوين.المدهش فعلا هو اسم الممثلة الفرنسية ماريون كوتيار التي جسدت دور أديث بياف في فيلم يحمل اسم أشهر أغنية للمطربة الفرنسية التي كانت نفسها ممثلة وقد قدمت السينما الفرنسية حولها أكثر من فيلم، أشهرها علي الإطلاق الفيلم الذي أخرجه كلود ليوس عام 1983 باسم «أديث ومارسيل».أن تحصل ممثلة فرنسية علي جائزة أمريكية لفيلم فرنسي، الصنع هو المدهش، والذي يستحق الانتباه، فقد قيل إنها الممثلة الفرنسية الثانية التي تحصل علي الجائزة بعد سيمون سينيوريه في فيلم «غرفة في القمة» لجاك كلايتون عام 1959، إلا أن ماريون رشحت للحصول علي جائزة سيزار عن أحسن دور «مأمول» عام 1999 عن «تاكسي» وهي التي عملت طويلا، في التسعينيات في أفلام تليفزيونية، ثم لتعمل في السينما الفرنسية في أفلام لم تخرج كثيرا عن حدود اللغة الفرنسية، وآخر هذه الجوائز ما حصلت عليه كأحسن ممثلة عن فيلم «العاهرة» في مسابقة سيزار 008، وهو الاسم الفرنسي «للحياة وردية». كما كان يمكنها الحصول علي جائزة الكرة الذهبية في المسابقة التي تم إلغاؤها..والطريف أن السينما الأمريكية قد قرأت أن ماريون يمكن استجلابها إلي هوليوود أسوة بالكثير من نجوم فرنسا الذين لم يطل الأمد بهم في السينما الأمريكية، وعلي رأسهم ايف مونتان، وآلان ديلون، وغيرهما.. فقد قدمها المخرج ريدلي سكوت في العام الماضي في أول أفلامها الأمريكية تحت عنوان «سنة طويلة» أمام راسل كرو..الطريف أن المنافسات لماريون علي الجائزة نفسها كان من البريطانيات، أكثر منهن البريطانية مثل جولي كرسيتي، التي سبق لها الحصول علي الجائزة عام 1965 عن فيلم «حبيبي» وأيضا كيت بلانشيت الاسترالية الأصل.شغف أمريكي بأوروبالكن لا شك أن هذا الشغف الأمريكي بأوروبا لم يتوقف عند هذه الجوائز الأربع، بقدر ما كان المكان، والموضوع الرئيسي هو باريس في فيلم «طبق الرتاتوي» الذي فاز بأحسن جائزة فيلم تحريك فالفيلم كله تدور أحداثه في أعماق باريس، ومطابخها، ومطاعمها، وهناك مشهد يتم فيه الانتقال من الأقبية، والمجاري إلي أعلي المدينة يؤكد ما للمدينة من سحر، كما أن الترشيحات العديدة لفيلم «التعويض» الذي فاز بجائزة الأوسكار، وفيلم «اليزابيث العصر الذهبي» الذي يمجد الانتصار البريطاني علي الأسبان، كل هذه الترشيحات والفوز الذي تحقق يؤكد أن سينما 007 كانت للأوروبيين، علي حساب الأمريكيين.ملحوظةحفل توزيع الأوسكار كما تمت إذاعته علي القنوات الفضائية «دبي» كان مبهرا ولا يدع أي فرصة للمصادفة، متقناً بما يوحي بالمجهود الذي بذله ذلك الفريق الكبير الذي قدمه، لكن أهم فقراته، علي الإطلاق، بالنسبة لي علي الأقل، هي التي قدمت فيها فقرات سريعة وصور للذين رحلواعن عالمنا من السينمائيين الذين صنعوا لنا البهجة طوال علاقاتنا بالسينما، انهم جميعا يمثلون أجمل سنوات حياتنا، هذه الفقرة المليئة بالحنين، لم تكن رائعة للمادة التجميعية التي رأيناها عليها، بقدر ما أثارت في الفؤاد حيرة، ونحن نتابع ما يسمي بالجنازة، السريعة لأسماء مخرجين، وممثلين، وكتاب سيناريو ومصورين، وصناع موسيقي، ونكتشف فجأة أن الموت العظيم اختطف منا أجمل لحظات حياتنا، حتي إن كانت الأسماء من طراز الفنانة بالغة الرقة سوزان بليشت، التي ماتت مع الزمن قبل أن تري نبأ رحيلها عن الدنيا.
0 Comments:
Post a Comment
<< Home