Monday, March 03, 2008

رجائى النقاش



رجاء النقاش
مازالت أصداء رحيل الكاتب والناقد الكبير رجاء النقاش مستمرة وفي هذا العدد ننشر مقالاً لرجاء النقاش عن أزمة نجيب محفوظ مع المشير عامر وصلاح نصر بسبب روايته ثرثرة فوق النيل
Alkahera News.


Labels:

KHALED EL-SAWY: كلمة خاطفة وسط الاجازة

KHALED EL-SAWY: كلمة خاطفة وسط الاجازة

السينما الأوروبية تكتسح

السينما الأوروبية تكتسح جوائز الأوسكار الأمريكية
جريدة القاهرة

محمود قاسم يكتب قراءة في نتائجه السينما الأوروبية تكتسح جوائز الأوسكار الأمريكيةتيلدا سوينتون ودانييل دي لويس البريطانيان فازا بجوائز التمثيل عن أفلام أمريكية وليس بسبب هويتهمماريون كوتيار فرنسية فازت بالأوسكار عن فيلم فرنسي عن حياة واحدة من أشهر المغنيات والممثلات الفرنسياتفوز أفلام تدور في الأجواء الأوروبية مثل «اليزابيث» و«التعويض» وفيلم التحريك «راتا توري» الذي يدور في باريس يؤكد الشغف الأمريكي بأوروبا نعم كانت السينما الأوروبية في أمس الحاجة إلي كل هذه الجوائز، ليتم الالتفات إليها، بعد إعلان أسماء الفائزين بجائزة الأوسكار لهذا العام.فالمصادفة، القت الضوء علي سينما اينعت في العقود السابقة من القرن العشرين، في الوقت الذي صارت فيه منذ عشرين عاما خارج محيط الاهتمام، ولعل ما حدث قبل ليلة واحدة من إعلان جوائز الأوسكار يكشف الأمر تماما، فقد دخلت جوائز سيزار الفرنسية دائرة العتمة الإعلامية، قياسا إلي الأضواء التي كانت تلقي عليها من قبل.وإذا كانت السينما البريطانية قد حاز بعض نجومها، وأفلامها بالجوائز، فلأن هناك التحاما واضحا بين هذه السينما وهوليوود، فأغلب صناع السينما البريطانية يعملون بقوة في الأفلام الأمريكية، ولعل الممثلة تيلدا سوينتون هي النموذج الأوضح، ففيلم «مايكل كلايتون» هو أمريكي الصنع، وإن كانت الهوية بريطانية للممثلة، فهي إذن لم تفز بالجائزة لأنها بريطانية تعمل في السينما الأمريكية والنقاد في مثل هذا الأمر يلعبون بالهوية، كأن يتم التعامل مع سوينتون علي أنها بريطانية تعمل في السينما الأمريكية، حتي إذا فازت بالجائزة في التمثيل، فإن ذلك يرجع إلي هوية وطنها، وليس الولايات المتحدة التي صنعت الفيلم.إنجليز في هوليوودفبالنظر إلي قائمة أفلامها تجدها أمريكية، وأنا شخصيا لا أنسي دورها في فيلم «الشاطئ» لداني بويل عام 1999، فهي في الفيلم أكثر حضورا من دورها «كارين» في «مايكل كلايتون» وكنت قد شاهدت نسخته الـ عندما أحضرتها معي من سوريا.إذن فالفيلم أمريكي، والممثل أوروبي، لكن هل يعني ذلك ازدهار السينما الأوروبية، فمنذ فيلمها الأول «كارافاجيو» لدير ك جارمان عام 1985، وهي تعمل بهذه السينما.الأمر نفسه ينطبق علي دانييل دي لويس المولود في لندن، والذي تصفه المراجع دوما بأنه بريطاني يحمل جواز سفر أيرلندي، ويعمل في السينما البريطانية، فالأفلام التي عمل في أغلبها أمريكية الهوية، ترشح لجوائز الأوسكار ـ وغيرها باعتبارها أفلاماً أمريكية، وقد حصل من قبل علي جائزة أحسن ممثل عن دوره الرئيسي في فيلم «قدمي اليسري» ورشح مرتين للحصول علي الجائزة نفسها عن فيلمي «باسم الأب» 1993، و«عصابات نيويورك» 00، قبل أن يحصل عليها مجددا هذه المرة عن فيلمه «سيكون هناك دم» إخراج بول توماس أندرسون.كان دي لويس يستحق الجائزة بجدارة عن دوره في «عصابات نيويورك» ولا أعرف لماذا ذهبت إلي ممثل آخر دوره أقل قيمة، لكن الفيلم الجديد هو أمريكي الهوية، الذي يدور في عوالم البترول من خلال أجواء أسرية، حول عائلة تشتري حقلا يتضمن بئر بترول، مما يجعل الحلم الأمريكي يتضاعف.والفيلم مأخوذ عن رواية، لكتاب أمريكي يدعي ابتون سنكلير «1878 ـ 1968» قرأنا بعض أعماله، لكن روايته «بترول» لم تترجم قط إلي لغتنا، رغم أهميتها وقد ارتبط تاريخ الممثل مع الكثير من الأفلام المأخوذة عن نصوص أدبية أمريكية، مثل: «زمن البراءة» و«آخر الموهيكات» لمايكل مان، وهو متزوج الآن من ابنة الكاتب الأمريكي الراحل آرثر ميللر.الممثل الأوروبي الثالث هو خافير بارويم، الفائز بجائزة أحسن ممثل مساعد عن فيلمه «لا وطن للعجائز» ولا شك أن الأمر يختلف بالنسبة للممثل الأسباني عن أقرانه أصحاب الهوية البريطانية، فلا شك أن السينما الأمريكية تجتذب من هذه البلاد، غير الناطقة بالفرنسية، من اثبتوا جاذبية وموهبة في بلادهم، سواء المخرجين أو الممثلين، مثلما حدث قبل خمسة عشر عاما مع الأسباني أنطونيو باندريس، الذي كان عليه أن يطول به النجاح لسنوات عديدة، وأن يأتي إلي السينما الأمريكية ليقوم بأدوار اللاتيني، أكثر ممن أدواره الأمريكية، وذلك متبعا للكنة التي ينطق بها، أكثر من أقرانه البريطانيين.الأوسكار للفرنسياتحدث الأمر نفسه مع بارديم، ابن الشقيق المخرج المعروف خوان بارديم الذي رأينا له فيلم «صوت سائق دراجة» الذي اقتبسته السينما المصرية في فيلم «امرأة من زجاج» لنادر جلال 1977 . رحلة بارديم وبانديرس متشابهة تقريبا، فقد سبق للأول أن رشح لجائزة الأوسكار عام 000، وكان عليه أن يقدم أدوارا أسبانية مهمة مثل «جاميون، جاميون» عام 197، وليقدمه بدور المورفار في فيلمه «لحم وعظم» 1997.وقد ظل بارديم، مثل قرينه بانديرس، يتأرجح بين السينما الأمريكية والأسبانية، حيث أدي أدوارا عديدة في «الحب في زمن الكوليرا» عن رواية جابريبل جارثيا ماركيث، أما أبرز أفلامه الأمريكية فهناك «الراقص بأعلي» لجون مالكوفتش عام 00، و«تجميعي» لمايكل مان، أمام توم كروز ثم «لا مكان للعجائز» إخراج جويل وايثان كوين.المدهش فعلا هو اسم الممثلة الفرنسية ماريون كوتيار التي جسدت دور أديث بياف في فيلم يحمل اسم أشهر أغنية للمطربة الفرنسية التي كانت نفسها ممثلة وقد قدمت السينما الفرنسية حولها أكثر من فيلم، أشهرها علي الإطلاق الفيلم الذي أخرجه كلود ليوس عام 1983 باسم «أديث ومارسيل».أن تحصل ممثلة فرنسية علي جائزة أمريكية لفيلم فرنسي، الصنع هو المدهش، والذي يستحق الانتباه، فقد قيل إنها الممثلة الفرنسية الثانية التي تحصل علي الجائزة بعد سيمون سينيوريه في فيلم «غرفة في القمة» لجاك كلايتون عام 1959، إلا أن ماريون رشحت للحصول علي جائزة سيزار عن أحسن دور «مأمول» عام 1999 عن «تاكسي» وهي التي عملت طويلا، في التسعينيات في أفلام تليفزيونية، ثم لتعمل في السينما الفرنسية في أفلام لم تخرج كثيرا عن حدود اللغة الفرنسية، وآخر هذه الجوائز ما حصلت عليه كأحسن ممثلة عن فيلم «العاهرة» في مسابقة سيزار 008، وهو الاسم الفرنسي «للحياة وردية». كما كان يمكنها الحصول علي جائزة الكرة الذهبية في المسابقة التي تم إلغاؤها..والطريف أن السينما الأمريكية قد قرأت أن ماريون يمكن استجلابها إلي هوليوود أسوة بالكثير من نجوم فرنسا الذين لم يطل الأمد بهم في السينما الأمريكية، وعلي رأسهم ايف مونتان، وآلان ديلون، وغيرهما.. فقد قدمها المخرج ريدلي سكوت في العام الماضي في أول أفلامها الأمريكية تحت عنوان «سنة طويلة» أمام راسل كرو..الطريف أن المنافسات لماريون علي الجائزة نفسها كان من البريطانيات، أكثر منهن البريطانية مثل جولي كرسيتي، التي سبق لها الحصول علي الجائزة عام 1965 عن فيلم «حبيبي» وأيضا كيت بلانشيت الاسترالية الأصل.شغف أمريكي بأوروبالكن لا شك أن هذا الشغف الأمريكي بأوروبا لم يتوقف عند هذه الجوائز الأربع، بقدر ما كان المكان، والموضوع الرئيسي هو باريس في فيلم «طبق الرتاتوي» الذي فاز بأحسن جائزة فيلم تحريك فالفيلم كله تدور أحداثه في أعماق باريس، ومطابخها، ومطاعمها، وهناك مشهد يتم فيه الانتقال من الأقبية، والمجاري إلي أعلي المدينة يؤكد ما للمدينة من سحر، كما أن الترشيحات العديدة لفيلم «التعويض» الذي فاز بجائزة الأوسكار، وفيلم «اليزابيث العصر الذهبي» الذي يمجد الانتصار البريطاني علي الأسبان، كل هذه الترشيحات والفوز الذي تحقق يؤكد أن سينما 007 كانت للأوروبيين، علي حساب الأمريكيين.ملحوظةحفل توزيع الأوسكار كما تمت إذاعته علي القنوات الفضائية «دبي» كان مبهرا ولا يدع أي فرصة للمصادفة، متقناً بما يوحي بالمجهود الذي بذله ذلك الفريق الكبير الذي قدمه، لكن أهم فقراته، علي الإطلاق، بالنسبة لي علي الأقل، هي التي قدمت فيها فقرات سريعة وصور للذين رحلواعن عالمنا من السينمائيين الذين صنعوا لنا البهجة طوال علاقاتنا بالسينما، انهم جميعا يمثلون أجمل سنوات حياتنا، هذه الفقرة المليئة بالحنين، لم تكن رائعة للمادة التجميعية التي رأيناها عليها، بقدر ما أثارت في الفؤاد حيرة، ونحن نتابع ما يسمي بالجنازة، السريعة لأسماء مخرجين، وممثلين، وكتاب سيناريو ومصورين، وصناع موسيقي، ونكتشف فجأة أن الموت العظيم اختطف منا أجمل لحظات حياتنا، حتي إن كانت الأسماء من طراز الفنانة بالغة الرقة سوزان بليشت، التي ماتت مع الزمن قبل أن تري نبأ رحيلها عن الدنيا.

Khaled El Nabawi




خالد النبوي في حسن طيارة يحاول اللحاق بالنجومية التي كادت تتجاوزه



د. رفيق الصبان يكتب عنفيلم صغته النوايا الحسنة وحدها خالد النبوي في حسن طيارة يحاول اللحاق بالنجومية التي كادت تتجاوزه لم يشأ البطل أن يضيع أي فرصة يثبت بها موهبته فهو رجل المبادئ الرومانسي القادر علي الأكشن مشكلة الفيلم هي أساسه الهش واختلاق أحداث بعيدة عن الواقع والإقناع السيناريو جزءاين منفصلين أولهما يذكرنا برومانسيات ليلي مراد وأنور وجدي والثاني أكشن غير متقن الصنعة من أقوال المخرج الكبير «لويس لوفيل» المأثورة قوله أان في كل فيلم سينمائي مهما يكن مستواه نقاطاً إيجابية علي الناقد الماهر أن يكشفها.والحقيقة أني حاولت متبعا هذه النصيحة أن أفتش عن الإيجابيات التي يحتويها فيلم «حسن طيارة» لمخرجه الشاب سامح عبدالعزيز والذي يعود فيه إلينا النجم خالد النبوي .. بعد تجارب سينمائية أخذت منه الكثير ولم تعطه شيئا، وهاهو «النبوي» الآن يحاول أن يفتح لنفسه صفحة جديدة مسلحا بالتحدي والإرادة الصلبة والرغبة في الخروج من تحت الماء ومواجهة «شمس» النجومية الساطعة التي بدأت تغرب عنه.خالد النبوي يملك كل مقومات الفن الأولي في السينما المصرية، وجه وسيم وحضور لافت، وإيمان حقيقي بما يفعله، وإذا كان قد أخطأ أكثر من مرة سابقا في اختيار الأدوار المناسبة له .. وفقد من جرائها جزءا كبيرا من جمهوره .. فإنه يظل بالنسبة للكثيرين «رام» الذي قدمه يوسف شاهين في «المهاجر» بأبهي صورة وبشكل يصعب نسيانه.ولكن هذه الرغبة الشديدة بعودة قوية لامعة تغفر له كل أخطاء اختياراته السابقة، جعلته يرغب في تقديم أكثر من وجه له.. في هذا الفيلم الذي اختار له مخرجا شابا هو سامح عبدالعزيز، فهو الشاب الوسيم، العصامي، ابن الحارة، المحامي الذي تضطره ظروف البطالة في بلده أن يعمل سائقا لميكروباص وهو الذي يحمي أخاه الصغير من خطر المخدرات، وهو الشهم الذي ينقذ المذيعة الجميلة من محاولة معاكسة أو اغتصاب تتعرض لها، وهو المدافع عن حقوق العمال الذين طردتهم شركة رأسمالية فاسدة .. وهو المتصدي للفساد في كل أوجهه ، الشريف الذي لا يقبل مساومة علي مبادئه .. والقوي الجسد الذي يقهر وحده عشرة «بودي جاردات» محترفين لينقذ محبوبته من يد مختطفيها.وهو فوق ذلك كله العاشق الرومانسي الذي يعيش قصة حب لاهبة علي أنغام أغنية عاطفية أمام أمواج النيل وحدائق القاهرة ومقاهيها الشعبية.كل ذلك في واحدة وكأن خالد النبوي أراد أن لا يضيع أية فرصة أمامه لكي يثبت موهبته، فهو الرومانسي وهو رجل الحركة وهو رجل المبادئ.وهو النموذج الأكمل للشاب المصري كما نحلم به أن يكون، ولكن كي تحقق مثل هذه الشخصية النجاح الذي تصبو إليه فإنها تحتاج إلي سيناريو ماهر ومحكم البناء يجعلنا نتابع مثالياتها ورومانسيتها وبطولاتها بإعجاب وقناعة.أحداث خياليةولكن المشكلة في حسن طيارة أنه يقوم علي أساس هش لدرجة العجب اختلطت فيه الأحداث الخيالية البعيدة تماما عن الواقع وعن التصديق.بل أدهي ما في هذا السيناريو أنه انقسم إلي جزأين منفصلين تماما الواحد عن الآخر النصف الأول يروي كما روت الأفلام المصرية في الأربعينيات والخمسينيات العلاقة الطبقية التي تربط بين فتاة ثرية «وهي هنا المذيعة اللبنانية رزان مغربي التي تلعب أيضا دور مذيعة دون أن تجيد اللهجة المصرية وبطريقة مرتبكة بدائية» بشاب فقير، وكيف بدأت هذه العلاقة عندما استطاع «حسن» أن ينقذها من شباب عاطل حاول تصيدها .. تجاه هذه «الشجاعة» تسقط رزان في حب حسن وتلاحقه بطريقة تصل إلي حد الاضحاك، أو تذهب إلي قسم الشرطة لتسترد «شهادة السواق» التي صادرها البوليس منه، ثم تلاحقه كما يلاحق الشاب الفتاة، وليس العكس وتطارده بالتليفونات .. وتقبل دعوته إلي المقاهي الشعبية، وبالطبع فإن ذلك لا يروق لرجل الأعمال الذي يحاول أن يتزوجها خصوصا بعد أن أصبح والدها وزيرا مرموقا، فيحاول كالعادة أن يعتدي علي «حسن» الشهم بواسطة مجموعة من الفتوات كي يمنعه من الاقتراب منها.ولكن الحب الرومانسي ينتصر وتحاول «رزان» بواسطة نفوذها ونفوذ أبيها أن تجعل حسن يعود إلي المحاماة «بعد أن أحرق الخطيب الشرير عربيته» وأن تجعله مساعدا لمحام كبير يقربها.وهكذا تبدأ حياة حسن بالتغير وعوضا عن أن يتوقف الفيلم هنا ويستمر في تصعيد الخط العاطفي الذي يعيدنا إلي رومانسيات ليلي مراد وأنور وجدي، فإننا نجده فجأة وقد انقلب إلي فيلم آخر مختلف.إذ يكتشف حسن بعد أن نجح الشرير «ويلعب دوره بنمطية ثقيلة الممثل الموهوب خالد الصاوي الذي يصر دائما علي إضاعة موهبته وأن يقدم لنا أثر كل دور ناجح يلعبه دوراً آخر ينسينا تماما المجد الذي حققه» في طرده من عمله الجديد كمحام بمساعدة الوزير والد وزان، في أن ماجد هذا «وهو اسم الصاوي في الفيلم» الذي خدع الوزير بشراء مصنعه بعشر الثمن المقدر له وقام بتسريح نصف العمال العاملين فيه مما يثير نخوة «حسن» فيقرر مواجهة عدو البلاد والاقتصاد هذا «مع أن معرفته بالخبر جاءت عن طريق الصدقة المحضة، ومن خلال قراءة خبر في الجورنال وهو يشرب الشيشة علي القهوة» وأن يجمع العمال المفصولين ليجعل منهم مجموعة من المطالبين بحقوقهم، ولكن ماجد ينجح مرة أخري في إفشال مخطط حسن ورشوة المعتصمين مما يدفع حسن إلي التفكير بحل آخر ويأتيه هذا الحل علي طبق من فضة أثر شجار قوي بين ماجد وعشيقته «وهي صديقة حميمة لرزان!!» يطردها فيه بقسوة بعد أن استغل نفوذها في الحصول علي ما يريد من مغانم.أكشن غير مقنعولكي تنتقم هذه العشيقة منه تتصل بحسن وتخبره بوجود وثائق مهمة خبأها ماجد في مكتبه بالبيت.. وتعطيه مفتاح المطبخ لكي يتسلل إلي البيت ويسرق هذه الوثائق، وبالطبع يقبل بطبعه الشهم القيام بالسرقة والتي يقدمها الفيلم عن طريق تشويق ساذج مكرر، ويكتشف ماجد السرقة ولكنه يحاول تبرئة نفسه في برنامج تليفزيوني تقدمه «رزان»، مما يثير غضب حسن ويتهمها بأنها لا تختلف عن طبقتها الفاسدة.ولكن فجأة يحدث ما لم تتوقعه إذ يقوم ماجد بخطف رزان وأخذها إلي المصنع المهجور ويسرع حسن لإنقاذها «وبالطبع لا نسأل كيف عرف أين هي»، ويواجه رجال ماجد الأقوياء .. واحدا أثر الآخر ببطولة خارقة «ولم لا ألا يفعل أحمد السقا ذلك .. ومفيش حد أحسن من حد».وينقذ رزان بعد أن يسقط ماجد من أعلي درجات المصنع قتيلا .ويعود الحبيبان إلي مزاولة قصة حبهما الجميل علي أنغام الأغنية العاطفية. إنني أقر بموهبة خالد النبوي التمثيلية التي أثبتها في أكثر من فيلم، ولكني لا أقر ذكاءه في اختيار أدواره خصوصا الآن وهو في طريقه للعودة الكبري، والتي يقول إنه تعلم في فترة الغياب الطويلة هذه عن جمهوره أدوارا كثيرة ستساعده علي تجنب الأخطاء!!ولا أفهم كيف أمكنه أن يقبل سيناريو بهذا التفكك وهذا الضعف سواء في بنائه الدرامي .. أو في رسم شخصياته، أو في النمطية المؤلمة الفجة التي يقدم بها وقائعه.وبالطبع لا يمكن لمخرج شاب تعوزه الخبرة كسامح عبدالعزيز أن يتلافي الأخطاء القاتلة التي امتلأ بها الفيلم.. ولا أن يقود ممثلين ضمن منظومة واحدة متكاملة .خالد النبوي يمثل علي طريقته، رزان تقريبا لا تمثل ، عزت أبو عوف يتساءل عن سبب وجوده، وخالد الصاوي يغرق في نمطية مؤسفة، وحدها عايدة عبد العزيز تتألق في مشهد واحد يجمعها مع ابنها في الفيلم، ربما كان المشهد الجيد الوحيد الذي يثير الانتباه .. تحدثه فيه عن احباطها كأم .. وعن إحباطه كشاب، واستطاعت الممثلة القديرة أن تعطي لهذا المشهد القصير بعداً تراجيدياً واجتماعياً ونفسياً شديد المنطقية والمعقولية.هل يمكننا أن نقول بعد ذلك كله أن حسن طيارة هو فيلم النوايا الحسنة أم أنه فيلم البارود الملتهب الذي أصابه البلل فعجز عن الانفجار؟


سهيل أدريس


الأديب والناقد والمترجم مؤسس مجلة الآداب اللبنانية
رحيل سهيل إدريس صاحب المشروع القومى العربى الثقافى الأربعاء الماضى ببيروت


سهيل إدريس ولد فى بيروت 1925


Click here to join photo_group_misr
Click to join photo_group_misr